وفقًا لعالم الأنثروبولوجيا الكندي برنارد أركاند Bernard Arcand " ليس للإنسان أي معيار للجودة إلا حاجته إلى الانتماء".
وقد عزّز الوضع الأخير الذي نشأ عنه الالتزام بالحجرالصحي هذا الشعور بين الأفراد الذين يعيشون ببيت واحد.إذ أضحى من الضروري التعايش على مدار الأربع وعشرين ساعة بالمساحات المشتركة مع الحرص على الحفاظ على الخصوصيّة لنكتشف أنّنا في بعض الأحيان فقط مجرّد ساكنين دون ان نننتمي فعلا إلى المكان الّذي نتواجد فيه.
كيف يمكننا إذن تصميم فضاءاتنا بحيث يكون التعايش بشكل أفضل ويتعزّز الشّعوربالانتماء إلى الفضاء؟
تصميم مساحات معيشة متناغمة وودافئة للأنشطة الجماعيّة
غرف المعيشة ومشاهدة التلفزيون والأفلام
من المهم إنشاء مساحات دافئة للمشاركة ، على غرار غرف المعيشة أو التلفزيون أو زوايا السينما.
لكي تكون هذه المساحات متناغمة ودافئة ، يمكننا اللجوء مثلا إلى وضع مفروشات بسيطة تغطي كامل أرضيّة الفضاء ليتم مشاركتها أمام شاشة كبيرة أو شاشة عرض على الحائط. يمكن للأسقف المقببة أيضًا أن تخلق مظهرًا بهيجًا من خلال تقريب المساحة من المقياس البشري.
كماأنّ استخدام المواد الطبيعية مثل الخشب وإضافة النباتات لمسة حيوية للفضاأ ت المشتركة.
خصوصيّة الجلوس حول المدفأة
يعدّ التجمع حول المدفأة من أجل لعبة أو تبادل الأفكار لحظة مميّزة للتبادل والتعايش. هنا، يجعل اختيار الضوء الخافت والمواد الطبيعية هذه اللحظة أكثر نعومة وتناغمًا.
خلق مساحة خاصة ومميّزة للهوايات
من المهم تخصيص مساحة خاصة بنا لممارسة هواياتنا. يمكن أن تكون ركنًا هادئًا للقراءة أو غرفة منعزلة لعزف الموسيقى أو غرفة مشرقة للرسم.
ركن هادئ للقراءة
يجب أن يكون ركن القراءة منعزلاً قليلاً ، مع تصميم مريح وبيئة ملهمة تشجع على اللحظات الصغيرة من التأمل. وبالتالي ، سيكون من الملائم توفير مساحات تطل على حديقة بأثاث مريح وأقصى قدر من الضوء الطبيعي.
غرفة الموسيقى
كل ما نحتاجه لعزف والإستماع إلى الموسيقى بهدوء هو مساحة عازلة للصوت حتى لا نزعج من حولنا ، وبيئة فنية لتحفيز الإلهام.
إضفاء بعض الخصوصيّة على أماكن الإسترخاء
في بعض الأحيان مع إيقاع يومي مرهق ، نحتاج إلى أن نجد أنفسنا في مساحة صغيرة مريحة لتحديث أفكارنا. يمكن أن تكون هذه المساحة عبارة عن أرجوحة شبكية معلقة في غرفة المعيشة حتى نبقى على مقربة من أحبائنا أو حتى شبكة ممتدة على مساحة الميزانين لتوفر لنا شعورًا بالحرية والخفة في الفضاء.
وللأطفال نصيب من المساحات المميّزة
يحتاج أطفالنا أيضًا إلى مساحات خاصة بهم تتكيف مع تطورهم وتعلمهم. قد نضيف إذا بعض المساحات الدّاخليّة للتسلّق أو التزلج بأسلوب فنّي مع الحرص على توفير شروط السّلامة.
هكذا يمكن أن نستخلص إن كل فرد لديه حاجة ماسة للتماهي مع المساحة التي تؤويه بينما يكون في تعايش متناغم مع الأشخاص من حوله.
نأمل أن يكون هذا المقال مصدرا لإلهامكم ولا تنسوا متابعتنا في مواضيع جديدة.
نهلة البجاوي مهندسة معمارية وباحثة جامعية
Comments