سوف نتحدث اليوم في مقالنا عن شخصية متميزة من النساء العرب و هي المهندسة شهيرة فهمي، و هي من مواليد ١٩٧٤ القاهرة، مصر. هي السيدة الأولى في الهندسة المعمارية والتصميم في مصر. وهي أول مصممة معمارية مصرية يتم اختيارها للمنافسة في صالون ساتلايت في ميلانو .نشأت في القاهرة بمصر في بيئة معمارية خصبة فوالدتها مهندسة معمارية، وكان لها التأثير الكبير في ممارسة التصميم الداخلي لفترة طويلة، إذ انها تربت في منزل حيث كان التصميم الداخلي والأثاث جزءا كبير من حياتها
ولدت شهيرة فهمي في عام 1974، ونشأت في القاهرة مع أسرتها التي كان لها الفضل في حبها للهندسة، فوالدتها مهندسة معمارية والتي ساعدتها على استكمال مشوارها، ودرست شهيرة الهندسة في جامعة القاهرة وتخرجت منها في عام 1997.
استكملت شهيرة دراستها بعد التخرج، بالدراسات العليا، حيث حصلت على الماجستير من جامعة القاهرة في الهندسة المعمارية في عام 2003، وبعدها عملت بشكل أكاديمي في الجامعة كأستاذ مساعد ولكن سرعان ما استقالت، ثم حصلت على الدكتوراه في عام 2004 من كلية ميسوري للصحافة بجامعة كولومبيا الأمريكية، وتخصصت في مجال التصميم المعماري والتصميم الداخلي وتصميم المنتجات.
شغلت شهيرة العديد من المناصب، وعملت كمساعد إداري بإدارة الاتصالات، ثم أستاذ أكاديمي في معهد الدراسات الأفريقية، وأصبحت عضوا منتسبا لمعهد البيئة والبحوث المشتركة، وعضو هيئة التدريس المرتبطة بالمعهد الوطني للخطاب المدني، وسافرت إلى حوالي 30 دولة وتتحدث الإنجليزية والفرنسية بطلاقة.
أول مشروع
ووفقا للموقع الرسمي لجائزة التميز، فقد بدأت شهيرة العمل الهندسي بمكتب صغير في عام 1999 وكان جزءا من منزلها، وكانت حينها أما لابنتها الأولى وخافت من توقفها عن العمل، وكانت مهمتها الأولى بناء مركز أحمد بهاء الدين للثقافة في أسيوط، والذي كان عزيزا على قلب شهيرة، على حد وصفها.
ويقع هذا المركز في قرية نائية جنوب محافظة أسيوط، ويضم المبنى مكتبة، ومسرحا، وسينما، ومركزا للرقص، ومعمل كمبيوتر، ومساحة لإقامة الورش، كما تعقد مسابقة سنوية للأدب وغيره من أشكال الكتابة، وكان هذا المشروع بالتعاون مع دار الهندسة، التي كانت عضوًا في مجلس إدارة جمعية أحمد بهاء الدين، وتم افتتاحه في عام 2013.
حلم شهيرة
لدى المعمارية المصرية الكثير من الآمال تود تحقيقها في مصر، وتشعر أنه سيمكن تحقيق ذلك بمساهمة الجميع، وما يهم شهيرة حاليا هو بناء مدرسة للطلاب ذوي الإعاقة لكل المراحل التعليمية من الابتدائية حتى الثانوية، وجاءت الفكرة لشهيرة بعد زيارته لجمعية النور والأمل، التي تأسست عام 1954.
التفكير المعماري
تحاول شهيرة خلال العمل على أحد مشاريعها الحفاظ على اتباع خطوات ما تقوم به دون تخمين النتائج، فعلى حد وصفها إذا كانت تثق بما تقوم به فإنها تثق بالنتيجة، فالهندسة المعمارية بالنسبة لها عملية لا تنتهي
مشاريع خارج مصر
عندما بدأت الثورات في الربيع العربي، اضطررت شهيرة لإيقاف عملها في المنطقة والعثور على عمل في مكان آخر، واستجرعت محاولاتها الأولى التي كانت في فبراير 2011، وشاهدت بالصدفة إعلانًا عن مسابقة للمرحلة الأخيرة من التخطيط الرئيسي في أندرمات في سويسرا، وشعرت شهيرة أنها بحاجة للذهاب إلى هناك.
وبعد بضعة أشهر، تم اختيار شهيرة في قائمة مختصرة للمسابقة، وتم اختيارها من بين 48 مكتبًا وتأهلت إلى المرحلة الثانية من المسابقة، وفازت بالمركز الثالث، وتقول شهيرة: "لقد كان شعورًا عظيمًا أن نكون قادرين على وضع خطة رئيسية في بلد يتمتع بضوابط صارمة مثل سويسرا".
وفي عام 2012 تم دعوة شهيرة من بين 20 مكتبًا من الشرق الأوسط للتعاون في مسابقة توسيع مؤسسة Delfina في وستمنستر، بإنجلترا، وفازت في هذه المسابقة المعمارية بالتعاون مع استوديو المملكة المتحدة Octopi، وفتحت مؤسسة Defina أبوابها للجمهور في يناير 2014.
وبين عامي 2014 و2016، عملت على تجديد مسرح Wooster Group في نيويورك، وهو مسرح تجريبي تم تأسيسه قبل 40 عاما، وتعيش شهيرة حاليا بالمملكة المتحدة، وتعمل على مشاريع الإسكان الميسور التكلفة في كورنوال (2020) ومصر (2020).
متعددة المواهب
تعد الهندسة المعمارية وممارستها هي الهواية المفضلة لشهيرة منذ الجامعة، ولكن مؤخرا ظهرت موهبة مختلفة لها في مجال التمثيل، وتقول عن اقتحامها هذا المجال: "جاء التمثيل في وقت لاحق، وجاءت الفرصة من خلال مشروع تم تقديمه إلى مكتبي، ويدور حول حول طلب تصميمات لفيلم روائي طويل في عام 2011، وقرأت السيناريو الخاص به لتكون فكرة عامة عن شكل التصميم".
وعلى المستوى الشخصي، فتحب شهيرة التمثيل والفن وترى أن العمارة أمر ضروري لاكتمال العمل الفني، حتى شاركت في فيلمين عالميين خلال 2017 و2018، وتقدر شهيرة النقد والثناء، وتقدرهما وبالنسبة إليها فإن الهندسة المعمارية والتمثيل كلاهما فن.
يذكر أن جائزة التميز في مجالي العمارة والبناء لعام 2019، هي جائزة لتكريم إنجازات المهندسات المعماريات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لفئتي النجم الصاعد، وسيدة الإنجاز المتميز.
مقتبص من الكاتبة: اماني ابراهيم .
.
Comments